نبيلة رزايق هي واحدة من الأصوات السينمائية والثقافية البارزة في الجزائر، تميزت بمسار مهني يتجاوز العقدين في الصحافة الثقافية، والإدارة الفنية، والعمل المؤسساتي. تحمل شهادة ليسانس في التاريخ من جامعة الجزائر (1994)، ثم تابعت شغفها بالثقافة والفنون من خلال حصولها على شهادة ماستر في التسيير الثقافي من جامعة باريس سنة 2011، في مسار علمي يعكس تجربة ميدانية طويلة وغنية.
بدأت نبيلة مسيرتها المهنية كأستاذة في التاريخ والجغرافيا، قبل أن تلتحق بعالم الإعلام المكتوب، حيث أبدعت في تغطياتها الثقافية بجريدة « البلاد« ، وخصّت السينما العربية والعالمية بكتابات نقدية ملتزمة نُشرت في منصات رائدة مثل « إيلاف« ، « شريط » و« سينماتوغراف« . لم تكن الصحافة بالنسبة لها مجرد مهنة، بل وسيلة لتكريس رؤية فكرية ونقدية جادة.
قادها شغفها بالسينما إلى المساهمة في تنظيم أبرز الفعاليات السينمائية داخل الجزائر وخارجها، بدايةً من مهرجان تاغيت للفيلم القصير في الجنوب الجزائري، ثم مهرجان وهران للفيلم العربي، الذي شغلت فيه منصب المديرة الفنية بين 2010 و2011. كما مثلت الجزائر في جناحها بالقرية الدولية لمهرجان كان السينمائي بين 2012 و2016، وشاركت في ندوات فكرية حول مستقبل السينما العربية في قرطاج، القاهرة، أبوظبي وغيرها.
شغلت خلال مسيرتها عدة مناصب ثقافية وإدارية عززت من تجربتها، من بينها مسؤولية الإعلام في الديوان الوطني للثقافة والإعلام، والإشراف على الموقع الإلكتروني للتلفزيون الجزائري، ثم رئاسة دائرة السينما في الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، حيث راكمت خبرة مهمة في تسيير المشاريع الثقافية الكبرى. كما تولت مهام عليا في وزارة الثقافة والفنون، بداية كنائبة مديرة لدعم الإبداع ووضع الفنان، ثم كمديرة مركزية بالنيابة لتطوير الفنون، قبل أن تعيّن سنة 2021 مديرة للمركز الجزائري لتطوير السينما بصفتها الآمرة بالصرف، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي حظيت بها على مستوى المؤسسات.
تقلدت أيضاً منصب نائبة رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب بين 2019 و2021، كما اختيرت من قبل منظمة اليونسكو خبيرة وطنية لإعداد أول تقرير رباعي للجزائر حول اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي.
نبيلة رزايق حاضرة بقوة أيضاً في المشهد السينمائي العربي والدولي، حيث شاركت كعضوة في لجان تحكيم عدة مهرجانات، مثل مهرجان القدس السينمائي، مهرجان نواكشوط، مهرجان الإسماعيلية، مهرجان مالمو، ومهرجان لوكانيا في إيطاليا. كما تُعرف بنشاطها النقدي والمساهمة في النقاشات الفكرية حول السينما، ما أهّلها لتكون اليوم مديرة مكتب شمال إفريقيا وأوروبا لموقع « سينماتوغراف« ، المتخصص في متابعة الإنتاجات السينمائية العربية والدولية.
نبيلة رزايق ليست مجرد شاهدة على تحولات المشهد الثقافي في الجزائر والمنطقة، بل هي فاعلة فيه، تؤمن بدور السينما كأداة للوعي والتحرر، وترى فيها أكثر من مجرد فن بصري، بل مرآة للشعوب وذاكرة حيّة تنطق بالتاريخ والإنسان.