رُفع الستار، ليلة أمس، عن الطبعة الثانية عشرة لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم بالمسرح الوطني الجزائري » فكانت طبعة العودة، طبعة الخروج إلى النور، فمن ركح « بشطارزي »، نفس الركح الذي احتضن جثمان فقيدة السينما والشاشة « بيونة »، ولدت عنقاء السينما من رمادها، كما تفعل في كل زمان ومكان، وحلقت من الجزائر إلى كوبا، لتؤكد مرة أخرى على أن الجزائر لا تنسى أصدقاءها، كما أنها لا تنسى التزامها تجاه الفن الهادف والقضايا العادلة.
المحافظ مهدي بن عيسى: السينما قاومت الصمت ورافقت التحوّلات
في كلمته خلال حفل الافتتاح، رحّب محافظ المهرجان مهدي بن عيسى إنّ السينما « كانت دائمًا في مواجهة التحديات »، موضحًا « عندما كانت السينما صامتة لم تكن ساكتة. وحتى عندما أتت الألوان لم تخف..صعدت للجبال وساندت الكفاح والتحوّلات الاجتماعية مثل المجاهد الذي يواكب العصرنة ».
وأشار إلى أن السينما تجاوزت الحدود، وعايشت الحروب من أجل الحرية، وتكيّفت مع التلفزيون والأجيال الجديدة والتكنولوجيا الحديثة، لأنّها، كما قال، « خبرة وحيلة » تسمح للإنسان بمواجهة أفكاره وقيمه من خلال الصورة. مضيفا « أفلام اليوم هي ذاكرة الغد وتاريخ المستقبل..ومن واجبنا أن نحكي حكاياتنا قبل ما تصبح مادة يستغلها غيرنا ».
وختم المحافظ كلمته بتحية تضامنية »Viva Cuba Libre… Free Palestine… « .
وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة: الإبداع قوّة لبناء المجتمع وترسيخ قيم الانفتاح
في كلمتها، أكّدت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة مليكة بن دودة أنّ السينما واحدة من أوسع المساحات التي تسمح للإنسان بإعادة التفكير في مصيره وفي معنى العيش المشترك. وقالت « الفن، حين يقترب من قضايا الإنسان، يتحوّل إلى معرفة حسّية تضيء ما قد يُحجب عن النظر، وتمنح التفاصيل الصغيرة قيمتها الأخلاقية ».
وأوضحت أن المهرجان ينهض برؤية تجعل من الإبداع قوة لبناء المجتمع وترسيخ قيم الانفتاح والتفكير النقدي، مشيرة إلى أن تنوّع الأفلام المشاركة يفتح أمام الجمهور مساحات جديدة للتأمل والتفاعل واكتشاف تجارب إنسانية مختلفة. وأضافت « كلّ فيلم يُعرض هنا هو إضافة لرصيدنا الرمزي.. وحوار إنساني يتجدّد بالصورة والصوت ».
وختمت الوزيرة بتحية الفنانين صُنّاع الحلم، مؤكّدة أنّ الجزائر ستظلّ تدعم الفنون التي تمنح الإنسان الحق في السرد والحضور، لتعلن بذلك انطلاق الطبعة الـ 12 لمهرجان الجزائر الدولي .. مهرجان الالتزام بالقضية، بالفن، وبالصداقات العابرة للتاريخ.
سفير كوبا: مشاركتنا تكرّس روابط تاريخية عميقة
من جهته، عبّر سفير جمهورية كوبا بالجزائر عن فخر بلاده بالمشاركة كضيف شرف لهذه الدورة، معتبرًا الدعوة « تكريمًا للعلاقات التاريخية التي تربط الجزائر وكوبا منذ عقود ».
ورحّب السفير بالمشاركين الكوبيين في المهرجان، سواء من المتنافسين أو من أعضاء لجان التحكيم، مؤكدًا أنّ المهرجان يجسّد كامل تضامن الجزائر مع الشعب الفلسطيني « الشجاع »، على حدّ تعبيره.



