Disonancia  للإسبانية راكيل لاروثا..صحراويات يحوّلن نزع الألغام إلى شكل جديد من المقاومة

افتتح فيلم Disonancia مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان الجزائر الدولي للفيلم، في عرض جسد التزام المهرجان بتسليط الضوء على قضايا آخر مستعمرة في إفريقيا، ففي 25 دقيقة، اقتربت كاميرا المخرجة الإسبانية راكيل لاروثا من حياة السيدة الصحراوية فاتيماتو بوشاريا، التي وجدت نفسها مضطرة لاختيار مهنة نزع الألغام بسبب ندرة فرص العمل وحاجتها لإعالة أسرتها، لم يكن المجال سهلا، فهو غالبا ما يعتبر حكرا على الرجال، كان العمل صعبا عليها لكن دعم والدتها شكّل سندا كبيرا لها، ومع ذلك رأت فاتيماتو أنّ مهمتها إنسانية خالصة، مؤكّدة أنّ تحدياتها لم تمنعها من الاستمرار بفضل الدعم المتواصل الذي تلقته.

في تندوف بالجزائر حيث تقيم، وجدت فاتيماتو ملجأ آمنا ومستقرا بعيدا عن الحرب المستمرة التي تخوضها المغرب ضد جبهة البوليساريو، هناك تعمل كمنسقة للفريق النسائي الصحراوي المكلف بالكشف عن الألغام، تمكنت من خلق بيئة آمنة لها ولزميلاتها، لتصبح المدينة بالنسبة لها المكان الأكثر أمانا واستقرارا وسط ظروف محفوفة بالمخاطر.

تعود فاتيماتو بذاكرتها إلى المرة الأولى التي واجهت فيها لغما، حين كانت تستعد لتفجيره، تجربة جمعت بين الخوف والترقّب والمسؤولية الكبيرة، وقد منحت المخرجة راكيل لاروثا مساحة للنساء اللواتي يعملن في جمعية SMAWT في حقول الألغام، ومن بينهن خريجات جامعات، إحداهن حاصلة على شهادة في علم الآثار، لتسرد كلّ واحدة تجربتها الشخصية وما يواجهونه من مخاطر، تتحدّث هؤلاء النساء عن الخوف والتوعية والتحسيس، وعن الدور الحيوي لعمليات نزع الألغام في التقليل من المخاطر وحماية المدنيين من الضحايا، وتتشابك هذه الشهادات مع سرد الواقع الذي تعيشه النساء في أرض اللجوء، لتشكّل دعوة صريحة للأمم المتحدة والمنظّمات الإنسانية للعمل على دعم الشعب الصحراوي وتوفير السلام والأمن في المخيمات.

توجّهت راكيل لاروثا بعد تخرجها نحو صناعة الفيلم الوثائقي، باحثة عن قصص حقيقية تلامس الواقع وتُحدث أثرا، تؤمن بأنّ الكاميرا ليست مجرّد أداة تصوير، بل وسيلة للتغيير الاجتماعي والسياسي، وسلاحا يكشف الظلم ويدافع عن حقوق الإنسان.