Skip to content

السينما ليست مجرّد فن، بل لحظة لقاءٍ إنسانيّ عميق، ومساحة لتقاسم الشغف والرؤى، بين من يصنعون الحلم ومن يؤمنون به.

مهرجان الجزائر الدولي للفيلم هو احتفاء بهذا اللقاء، حيث تمتزج الأحلام بالصور، وتلتقي القلوب من الجزائر ومن كلّ أصقاع العالم على نبضٍ واحد: حبّ السينما… على مدى ما يقارب ثلاثة عقود، كان مساري يتقاطع مع هذا الفنّ الساحر؛ من قاعات الدرس إلى مقالات الصحافة، ومن فضاءات التسيير الثقافي إلى عوالم السياسات العامة، عشتُ السينما في كل تفاصيلها: دافعت عنها، كتبتها، حلّلتها، ورافقتها في رحلتها بين المهرجانات والصالات، بين المبدعين والجمهور.

كانت وما تزال مرآتي إلى العالم، ونافذتي نحو الحلم، واليوم، أعود إلى الساحة بعينٍ خبيرة، وقلبٍ يفيض حبًّا وأملاً، أقبل هذا التحدّي بشغف البدايات ومسؤولية الخبرة، مؤمنةً بأن السينما يمكن أن تكون قلب الجزائر النابض، وأن تكون الجزائر قلب السينما، هذه المدينة الجميلة -الحاضرة دائمًا، والغائبة أحيانًا- تستحق أن تُروى حكايتها، وأن نحتفي بها، وأن نُعيد اكتشافها بعدسةٍ جديدة، ومن خلال هذا المهرجان، نريد لها أن تصبح ملتقى للحكايات، وجسرًا بين السينمائيين والجمهور والنقّاد والحالمين… من هنا ومن هناك، وسينما الجزائر، التي نشأت من رحم التاريخ والنضال، ستظلّ وفيّة لذاكرتها، منفتحة على العالم، حاضنة لسينما المقاومة، ومدافعة عن قضايا العدالة والحرية والكرامة الإنسانية في كل مكان، فنحن نؤمن بأن الصورة ليست مجرّد مشهد، بل موقفٌ من الحياة، وأن الكاميرا قادرة على أن تكون أداة للحبّ، وللمقاومة، وللأمل.

سندعو العالم إلى اكتشاف هذه المدينة، ومن خلالها، هذا الوطن الأبيّ، المليء بالأصوات والذكريات والصور، فمهرجان الجزائر الدولي للفيلم ليس موعدًا عابرًا، بل تجربة حيّة، وفضاء مفتوح للحوار والإبداع، وتحية صادقة لما هو أسمى في السينما: قدرتها على جمع الناس والأمكنة والخيال، على قيد الحبّ والأمل، في جزائرٍ جديدة ومتجدّدة، وبمعيّة محافظ المهرجان، والفريق العامل، وبدعم كلّ من يؤمن بقوّة الصورة وبالفعل الثقافي كقوّة ناعمة، ألتزم بأن تنبض الجزائر بالسينما… كما تنبض السينما بالجزائر.

عاشت السينما، عاشت المقاومة، وعاشت الجزائر

السيدة نبيلة رزايق
المديرة الفنية لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم